فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{مَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَمَنۡ عَمِلَ صَٰلِحٗا فَلِأَنفُسِهِمۡ يَمۡهَدُونَ} (44)

{ من كفر فعليه كفره } أي : جزاء كفره ووباله وهو النار { ومن عمل صالحا فلأنفسهم يمهدون } أي : يوطئون لأنفسهم منازلهم في الجنة بالعمل الصالح والمهاد : الفراش ، وقد تقول مهدت الفراش مهدا إذا بسطته ووطأته ، فجعل الأعمال الصالحة التي هي سبب لدخول الجنة كبناء المنازل في الجنة وفرشها ، وقيل : المعنى : فعلى أنفسهم يشفقون ، من قوله في المشفق أم فرشت فأنامت ، وتقديم الظرف في الموضعين للدلالة على الاختصاص ، وقال مجاهد : فلأنفسهم يمهدون ، في القبر ، أي يوطئون المضاجع ويسوونها في القبور .