اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَمَا يُبۡدِئُ ٱلۡبَٰطِلُ وَمَا يُعِيدُ} (49)

قوله : { قُلْ جَآءَ الحق } يعني القرآن . وقيل : التوحيد والحشر ، وكلّ ما ظهر على لسان النبي - عليه ( الصلاة{[44866]} و ) السلام . وقيل المعجزات الدالة على نبوة محمد - عليه ( الصلاة {[44867]}و ) السلام- وقيل : المراد من جاء بالحق أي ظهر الحق لأن كلَّ ما جاء فقد ظهر .

قوله : { وَمَا يُبْدِيءُ } يجوز في «ما » أن تكون نفياً{[44868]} ، وأن تكون استفهاماً{[44869]} ، ولكن يَؤُول معناها إلى النفس ، ولا مفعول «ليُبْدِئُ » ولا «لِيُعِيدُ » ؛ إذ المراد لا يوقع هذين الفعلين{[44870]} كقوله :

4142- أقَفَرَ مِنْ أَهْلِهِ عُبَيْدُ . . . أَصْبَحَ لاَ يُبْدِي وَلاَ يُعِيدُ{[44871]}

وقيل : مفعوله محذوف أي ما يُبْدِئُ لأهله خبراً ولا يُعِيدُه ، وهو تقدير الحسن{[44872]} . والمعنى : ذَهَبَ البَاطِلُ ووَهَن فلم يبق منه بقية يبدي شيئاً أو يعيد . وهو كقوله : { بَلْ نَقْذِفُ بالحق عَلَى الباطل فَيَدْمَغُهُ } [ الأنبياء : 18 ] . وقال قتادة : الباطل هو إبليس أي ما يخلق إبليسُ أحداً ابتداء ولا يبعثه . وهو ( قول ){[44873]} مقاتل والكلبِّي ، وقيل : الباطل الأصنام{[44874]} .


[44866]:سقطتا من "أ" كالعادة.
[44867]:سقطتا من "أ" كالعادة.
[44868]:وهو اختيار الزجاج في إعرابه قال: "والأجود أن يكون "ما" نفيا على معنى: ما يبديء الباطل ومايعيد". معاني القرآن وإعرابه له 4/258. وانظر كذلك الإعراب للنحاس 3/355.
[44869]:ذكره ابن الأنباري في البيان 2/283 والزجاج في المعاني 4/258 والزمخشري في الكشاف 3/295 والنحاس في الإعراب 4/355 وهي في موضع نصب. والتقدير: أي شيء يبدىء الباطل وأي شيء يعيد؟.
[44870]:فيكون لازما.
[44871]:رجز لعبيد بن الأبرص. والمعنى في الهلاك ويروى فاليوم بدل أصبح . والشاهد "يبدىء ويعيد" فلا مفعول لهما بالإضافة إلى أن الباطل قد هلك فلا يبدىء ولا يعيد فجعل قولهم: لا يبدىء ولا يعيد مثلا في الهلاك. والبيت في الكشاف 3/295 وذيل الأمالي للقالي 3/195 والبحر 7/292 وشرح شواهد الكشاف 385/4 وديوانه 45 والدر المصون 4/456.
[44872]:وهو معنى كلام الزمخشري في الكشاف 3/295 قال: "وعن الحسن: لا يبدىء لأهله خيرا ولا يعيده" أي لا ينفعهم في الدنيا والآخرة. وانظر: البحر 7/292.
[44873]:سقط من "ب".
[44874]:انظر هذه الأوجه مجتمعة في زاد المسير 6/466.