فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱمۡتَٰزُواْ ٱلۡيَوۡمَ أَيُّهَا ٱلۡمُجۡرِمُونَ} (59)

{ وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ } هو على إضمار القول مقابل ما قيل للمؤمنين ، أي ويقال للمجرمين : امتازوا أي اعتزلوا من مازه يميزه ، يقال مزت الشيء من الشيء إذا عزلته عنه ونحيته ، قال مقاتل : معناه اعتزلوا اليوم يعني في الآخرة من الصالحين ، وقال السدي : كونوا على حدة ، وقال الزجاج : انفردوا عن المؤمنين ، وذلك حين يحشر المؤمنون ويسار بهم إلى الجنة ، وقيل : إن لكل كافر في النار بيتا فيدخل ذلك البيت ويردم بابه فيكون فيه أبد الآبدين لا يرى ولا يرى ، فعلى هذا القول يمتاز بعضهم عن بعض . وقال قتادة : عزلوا عن كل خير .

وقال الضحاك : يمتاز المجرمون بعضهم من بعض فيمتاز اليهود فرقة ، والنصارى فرقة . والمجوس فرقة ، والصابئون فرقة ، وعبدة الأوثان فرقة . وقال داود بن الجراح : يمتاز المسلمون من المجرمين إلا أصحاب الأهواء فإنهم يكونون مع المجرمين .