قوله تعالى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ مِّنَ الدين . . . } الآية . لما بين القانون الأعظم في أعمال الآخرة والدنيا أردفه ببيان ما هو الأصل في باب الضَّلالة والسعادة{[49207]} فقال : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُواْ لَهُمْ } ومعنى الهمزة في «أم » التقرير والتقريع . والضمير في «شَرَعوا »{[49208]} يجوز أن يكون عائداً على «الشركاء » ، والضمير في «لهم » على الكفار ، ويجوز العكس ؛ لأنهم جعلوا لهم أنصباء ، والمعنى شركاؤهم أي شياطينهم الذين زينوا لهم الشرك وإنكار البعث ، والعمل للدنيا . وقيل : شركاؤهم أوثانهم ، وإنما أضيفت إليهم ؛ لأنهم هم الذين اتَّخذوها شركاء لله . ولما كانت سبباً لضلالتهم جعلت شارعة لدين ضلالتهم لهم كما قال إبراهيم عليه الصَّلاة والسَّلام : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ الناس } [ إبراهيم : 36 ] .
قال المفسرون : يعني كفار مكة أي ( أ ){[49209]} لهم آلهة سنوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله . قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[49210]} شرعوا لهم ديناً غير دين الإسلام{[49211]} .
قوله : { وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الفصل } أي لولا القضاء السابق بتأخير الجزاء أو لولا الوعد بأن الفصل يكون بينهم يوم القيامة «لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ » أي بين الكافرين والمؤمنين ، أو بين المشركين وشركائهم{[49212]} .
قوله : «وإنَّ الظَّالِمِينَ » العامة بكسر «إن » على الاستئناف ومسلم بن جنوب{[49213]} والأعرج بفتحها{[49214]} عطفاً على كلمة الفصل . وفصل بين المتعاطفين بجواب «لولا » ، تقديره : ولولا كلمة واستقرار الظالمين في العذاب لَقَضِي بينهم في الدنيا{[49215]} . وهو نظير قوله : { وَلَوْلاَ كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى } [ طه : 129 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.