قوله تعالى : { الله الذي أَنزَلَ الكتاب بالحق والميزان } قال قتادة ومجاهد ومقاتل : سمي العدل ميزاناً ؛ لأن الميزان آلة للإنصاف والتسوية . قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ){[49173]} أمر الله تعالى بالوفاء ونهى عن البخس{[49174]} .
ومعنى الآية أنه تعالى أنزل الكتاب المشتمل على الدلائل والبيِّنات{[49175]} وأنزل الميزان وهو الفصل الذي هو القسطاس المستقيم وأنهم لا يعلمون أن القيامة حق{[49176]} يفاجئهم ، ومتى كان الأمر كذلك وجب على العاقل أن يجتهد{[49177]} في النظر والاستدلال ، ويترك طريقة أهل الجهل والتقليد . ولما كان الرسول عليه الصَّلاة والسَّلام يهددهم يوم القيامة ولم يروا لذلك أثراً قالوا على سبيل السخرية متى تقوم الساعة ؟ وليتها قامت حتى يظهر لنا الحقّ أهو الذي نحن عليه أم الذي عليه محمد وأصحابه{[49178]} ؟ ! .
قوله : { لَعَلَّ الساعة قَرِيبٌ } إنما ذكر «قريب » وإن كان صفة لمؤنث لأن الساعة في معنى الوقت أو البعث أو على معنى النَّسب أي ذات قُرْبٍ{[49179]} ، أو على حذف مضاف ، أي مجيء الساعة{[49180]} .
وقيل للفرق بينها وبين قرابة النسب{[49181]} . وقيل : لأن تأنيثها مجازي نقله مكي{[49182]} . وليس بشيء ، إذ لا يجوز : الشمسُ طالعٌ ، ولا القِدْرُ فائِرٌ ، وجملة الترجي أو الإشفاق معلِّقة للدراية . وتقدم مثله آخر الأنبياء{[49183]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.