اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا لَٰعِبِينَ} (38)

قوله تعالى : { وَمَا خَلَقْنَا السماوات والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ } لما أنكر على كفار مكة قولهم ووبخهم بأنه أضعف ممن كان قبلهم ذكر الدليل القاطع على صحة القول بالعبث والقيامة ، فقال : { وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما لاعبين } أي لو لم يحصل البعث لكان هذا الخلق لعباً وعبثاً وقد تقدم تقدير هذا الدليل في أول سورة يونس ، وفي آخر سورة المؤمنين عند قوله : { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لاَ تُرْجَعُونَ } [ المؤمنون : 115 ] وفي «ص » عند قوله : { وَمَا خَلَقْنَا السمآء والأرض وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً } [ ص : 27 ] وتقدم أيضاً استدلال المعتزلة بنظير هذه الآية على أنه تعالى لا يخلق الكفر والشرك و لا يريدهما وتَقَدّمَ جَوَابُهُمَا .

قوله : «لاَعِبِينَ » حال . وقرأ عَمْرُو بْنُ عُبَيْد{[50393]} : وَمَا بَيْنَهُنَّ ، لأن السموات والأرض جمعٌ . والعامة : «بينهما » باعتبار النوعين .


[50393]:الأصح كما في الكشاف عبيد بن عمير بن قتادة أبو عاصم الليثي المكي القاص وردت الرواية عنه في حروف مات سنة 74 من الهجرة انظر غاية النهاية 1/496 و497 وانظر القراءة في الكشاف 3/505 والدر المصون 4/818.