قوله : { فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السمآء } يجوز أن يكون استعارة ، كقول الفرزدق :
4426 وَالشَّمْسُ طَالِعةٌ لَيْسَتْ بكَاسِفَةٍ *** تَبْكِي عَلَيْكَ نُجُومَ اللَّيْلِ وَالقَمَرَا{[50353]}
4427 لَمَّا أَتَى خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ *** سُور المَدِينَةِ وَالْجِبَالُ الخُشَّعُ{[50354]}
4428 بَكَى حَارِثُ الجَوْلاَنِ مِنْ فَقْدِ رَبِّهِ *** وَحَوْرَان مِنْهُ خَاشِعٌ مُتَضَائِلُِ{[50355]}
روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : » مَا مِنْ عَبْدٍ إلاَّ وَلَهُ فِي السَّمَاءِ بَابَانِ ، بابٌ يَخْرُجُ مِنْهُ رِزْقَُه ، وبَابٌ يَدْخُلُ مِنْهُ عَمَلُهُ . فَإذَا مَاتَ وَفَقَدَاهُ بَكَيَا عَلَيْهِ ، وتَلاَ هذه الآية ، وذلك لأنهم لم يكونوا يعملون على الأرض عملاً صالحاً فتبكي عليه ، ولم يكن يصعد لهم إلى السماء كلامٌ طيب ، ولا عمل صالح فتبكي عليهم . وقيل : التقدير : فما بكت عليهم أهْلُ السماء والأرض ، فحذف المضاف والمعنى : فما بكت عليه الملائكة ، ولا المؤمنون بل كانوا لهلاكهم مسرورين .
وقيل : إن العادة جرت بأن يقولوا في هلاك الرجل العظيم الشأنِ إنه أظلمت له الدنيا ، وكسفت الشمس والقمر لأجله ، وبكت السماء والريح والأرض . يريدُونَ المبالغة في تعظيم تلك المصيبة لا نفس هذا الكتاب{[50356]} . وقال الزمخشري : ذكر هذا على سبيل السخرية بهم{[50357]} يعني أنهم كانوا يستعظمون أنفسهم ويعتقدون أنهم لو ماتوا لبكت عليهم السماء والأرض ، ولم يكونوا بهذا الحَدِّ ، بل كانوا دون ذلك ، فذكر هذا تهكماً بهم{[50358]} .
وقال عطاء : بكاء السماء حُمْرَةُ أطرافِهَا . وقال السدي : : لما قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما بكت عليه السماء وبكاؤها حُمْرَتُها { وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ } أي لما جاء وقت هلاكِِهم لم ينظروا إلى وقت آخر لتوبةِ وتدارك تقصيرٍ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.