اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{هَٰذَا هُدٗىۖ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ لَهُمۡ عَذَابٞ مِّن رِّجۡزٍ أَلِيمٌ} (11)

قوله : «هَذَا هُدًى » يعني هذا القرآن هدى أي كامل في كونه هدى من الضلالة { والذين كَفَرُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِّن رِّجْزٍ أَلِيمٌ } وقد تقدم الكلام على الرجز الأليم في «سبأ » والرجز أَشَدُّ العذاب لقوله تعالى : { رِجْزاً مِّنَ السمآء } [ البقرة : 59 ] وقوله : { لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرجز لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ } [ الأعراف : 134 ] . وقرئ «أليم » بالجر ، والرفع{[50597]} ، أما الرفع فتقديره لهم عذاب أليم ، ويكون ( المراد ){[50598]} من الرجز النَّجَسُ الذي هو النجاسة ، ومعنى النجاسة فيه قوله : { ويسقى مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } [ إبراهيم : 16 ] وكأن المعنى لهم عذاب من تَجرُّع رجسٍ أو{[50599]} شرب رجس ، فيكون تنبيهاً للعذاب ، وأما الجر فتقديره لهم عذاب من عذاب أليم ، وإذا كان عذابهم من عذاب أليم كان عذابهم أليماً{[50600]} .


[50597]:ذكرها الزمخشري والرازي في تفسيرهما الأول في الكشاف 3/510 والثاني في التفسير الكبير 27/262.
[50598]:زيادة للسياق.
[50599]:في أ "أي" تحريف.
[50600]:ذكر هذه التوجيهات الرازي في مرجعه السابق.