فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَخَلَقَ ٱللَّهُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ بِٱلۡحَقِّ وَلِتُجۡزَىٰ كُلُّ نَفۡسِۭ بِمَا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ} (22)

{ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ } المقتضي للعدل بين العباد . وهذا كالدليل لما قبله من نفي الاستواء ، ومحل بالحق النصب على الحال من الفاعل ، أو المفعول ، أو الباء للسببية { وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ } أي خلق الله إياهما ليدل بهما على قدرته ولتجزى ، أو اللام للصيرورة قاله ابن عطية ، أي صار الأمر من حيث اهتدى بها قوم وضل بها قوم آخرون { وَهُمْ } أي النفوس المدلول عليها بكل نفس .

{ لَا يُظْلَمُونَ } بنقص ثواب ، أو زيادة عقاب . وتسميته ذلك ظلما مع أنه ليس كذلك على ما عرف من قاعدة أهل السنة لبيان غاية تنزه ساحة لطفه تعالى عما ذكر ، بتنزيله منزلة الظلم الذي يستحيل صدوره عنه ، أو سماه ظلما نظرا إلى صدوره منا كما في الابتلاء والاختبار .