قوله تعالى : { وخلق الله السموات والأرض بالحق } – إلى قوله – { ما كنتم تعملون }[ 22-28 ] ، أي : خلق ذلك للعدل والحق لا لما يحسب هؤلاء الجاهلون بالله عز وجل من أن{[62550]} يجعل من اكتسب السيئات بالكفر كمن آمن بالله تعالى وعمل صالحا في المحيى والممات ، لأن هذا من فعل غير أهل{[62551]} العدل والإنصاف . فمن الحق والعدل عند الذي خلق السموات والأرض لهما{[62552]} ، أن يخالف بين حكم من كفر ومن آمن في العاجل والآجل .
ثم قال : { ولتجزى كل نفس بما كسبت } أي : وخلق ذلك لتجزى كل نفس في الآخرة بما كسبت في الدنيا من خير وشر . { وهم لا يظلمون } ، أي : لا يظلمون جزاء أعمالهم .
وروى أبو هريرة حديثا يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إذا كان يوم القيامة بعث الله عز وجل مع كل امرئ عمله ، فلا يرى المؤمن شيئا ( يروعه ولا شيئا ){[62553]} يخافه إلا قال له{[62554]} عمله : لا تخف إنك والله ما أنت بالذي هو يراد بالذي ها هنا ، ولا أنت المعني{[62555]} به . فإذا قال{[62556]} له ذلك مرارا قال له المؤمن : من أنت رحمك الله ، فوالله ما رأيت شيئا قط هو أحسن منك وجها ولا أطيب منك ريحا ولا أحسن منك لفظا . فيقول : / أتعجب من حسني ؟ إن{[62557]} عملك – والله - ، كان حسنا في الدنيا ، وإني أنا عملك ، وإنك كنت تحملني في الدنيا على ثقلي ، وإني والله لأحملك اليوم وأدافع عنك ، قال : ( وإنها للتي ){[62558]} يقول الله جل ذكره : { وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون } " {[62559]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.