قوله : " وترى " : يجوز أن تكون بصريَّةً ، فيكون " يُسَارِعُونَ " حالاً ، وأن تكون العلميَّةَ أو الظنيَّة ، فينتصب " يُسَارِعُونَ " مفعولاً ثانياً ، و " مِنْهُمْ " في محلِّ نصب ؛ على أنه صفةٌ ل " كَثِيراً " فيتعلَّقُ بمحذوفٍ ، أي : كائناً منهم ، أو استقرَّ منهم ، وقرأ{[12231]} أبو حيوة : " العِدْوان " بالكسر ، و " أكْلِهِمُ " هذا مصدرٌ مضافٌ لفاعله ، و " السُّحْتَ " مفعولُه ، وقد تقدَّمَ ما فيه .
الضَّميرُ في " مِنْهُمْ " لليهُود ، والمُسَارعة في الشَّيْءِ الشُّرُوعُ فيه ، والمُراد بالإثْمِ الكذِب ، وقيل : المَعَاصِي ، والعُدْوَان الظُّلْم ، وقيل : الإثْمُ ما يخْتَصُّ بهم ، والعُدْوانُ ما يتعدَّاهُمْ إلى غيرهم ، وقيل : الإثْمُ ما كتمُوا من التَّوْراة ، والعُدْوان ما زَادُوا فيها ، " وأكْلِهِمُ السُّحْتَ " الرِّشْوَة{[12232]} .
وقوله تعالى : " كَثِيراً مِنْهُم " لأنَّهمُ كُلُّهُمْ ما كانُوا يَفْعَلُون ذَلِكَ ، لَفْظ المُسارعة إنما [ يُسْتَعْمَلُ ]{[12233]} في أكْثَرِ الأمْر في الخَيْرِ ، قال تعالى : { وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ } [ آل عمران : 114 ] وقال تعالى : { نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ } [ المؤمنون : 56 ] فكان اللاَّئِقُ بهذا الموضِعِ لفظ العَجَلَةِ .
فإن قيل : إنَّه تعالى ذكر المُسارعة [ لفائدة ؛ وهي أنَّهم ]{[12234]} كانوا يُقْدِمُون على هَذِهِ المُنْكَرَات [ كأنهم مُحِقُّون ]{[12235]} فيها وقد تقدَّم حُكْمُ " مَا " مع بِئْسَ ونِعْمَ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.