ولما كذبهم في دعوى الإيمان ، أقام سبحانه الدليل على كفرهم فقال{[26728]} مخاطباً لمن{[26729]} له الصبر{[26730]} التام ، مفيداً أنه أطلعه صلى الله عليه وسلم{[26731]} على ما يعلم منهم{[26732]} مما يكتمونه من ذلك تصديقاً لقوله تعالى { ولتعرفنهم في لحن القول{[26733]} } إطلاعاً هو كالرؤية ، عاطفاً{[26734]} على ما تقديره : وقد أخبرنا غيرك من المؤمنين بما نعلم منهم من ذلك ، وأما أنت فترى ما في قلوبهم بما آتيناك من الكشف : { وترى } أي لا تزال{[26735]} يتجدد لك ذلك { كثيراً منهم } أي اليهود والكفار منافقهم ومصارحهم .
ولما كان التعبير بالعجلة لا يصح هنا ، لأنها لا تكون إلا في شيء له وقتان : وقت لائق ، ووقت غير لائق ، والإثم لا يتأتى{[26736]} فيه ذلك ، قال : { يسارعون } أي يفعلون في تهالكهم على ذلك فعل من يناظر خصماً في السرعة فيما{[26737]} هو فيه{[26738]} محق{[26739]} وعالم بأنه في غاية الخير ، وكان الموضع{[26740]} لأن يعبر{[26741]} بالضمير فيقال : فيه - أي الكفر ، فعبر عنه تعميماً وتعليقاً للحكم بالوصف إفادة{[26742]} لأن كفرهم عن حيلة هي في غاية الرداءة بقوله : { في الإثم } أي كل ما يوجب إثماً من الذنوب ، وخص منه أعظمه فقال : { والعدوان } أي مجاوزة الحد في ذلك الذي أعظمه الشرك ، ثم حقق الأمر وصوَّره بما يكون لوضوحه دليلاً على ما قبله من إقدامهم{[26743]} على الحرام الذي لا تمكن{[26744]} معه صحة القلب أصلاً ، ولا يمكنهم إنكاره فقال : { وأكلهم السحت } أي الحرام الذي يستأصل البركة من أصلها{[26745]} فيمحقها ، ومنه الرشوة ، وكان هذا دليلاً على كفرهم لأنهم لو كانوا مؤمنين ما أصروا على شيء من ذلك ، فكيف بجميعه ! فكيف بالمسارعة فيه ! ولذلك استحقوا غاية الذم بقوله : { لبئس ما كانوا } ولما كانوا يزعمون{[26746]} العلم ، عبر عن فعلهم بالعمل فقال : { يعملون * } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.