اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَأَصۡحَٰبُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ} (12)

قوله تعالى : { كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ . . . } الآية ذكر المكذبين تذكيراً لهم بحالهم وأنذرهم بإهلاكهم ، وفيه تسلية للرسول ، وتنبيه بأن حالَهُ كحال من تقدمه من الرسل كُذبوا وصَبَرُوا فأهلك الله مكذّبيهم ونصرهم . والمراد بأصحاب الرَّسِّ قيل : هم قوم شعيب ، وقيل : الذين جاءهم من أقصى المدينة رجل يسعى وهم من قوم عيسى - عليه الصلاة والسلام - وقيل : هم أصحاب الأخْدود{[52339]} والرس إمَّا موضع نسبوا إليه ، أو فَعْل وهو حَفْرُ البئر ، يقال رسَّ إذا حفر بئراً{[52340]} . وقد تقدم في الفرقان{[52341]} . وقال ههنا : «قوم نوح » .


[52339]:انظر البغوي والخازن في معالم التنزيل ولباب التأويل 6/234 و235 والقرطبي في الجامع 17/8 وتفسير الفخر الرازي 28/161.
[52340]:لسان العرب لابن منظور "رسس" 1641.
[52341]:عند قوله تعالى: {وعادا وثمود وأصحاب الرّس وقرونا بين ذلك كثيرا} من الآية 38.