فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَذَّبَتۡ قَبۡلَهُمۡ قَوۡمُ نُوحٖ وَأَصۡحَٰبُ ٱلرَّسِّ وَثَمُودُ} (12)

ثم ذكر سبحانه الأمم المكذبة فقال :

{ كذبت قبلهم قوم نوح وأصحاب الرس } هم قوم شعيب ، وقيل : حنظلة بن صفوان أو نبي آخر أرسل بعد صالح لبقية من ثمود ، وتقدم لهذا مزيد كلام في سورة الفرقان ، وقيل : هم الذين جاءهم من أقصى المدينة رجل يسعى ، وهم من قوم عيسى ، وقيل : هم أصحاب الأخدود ، والرس : إما موضع نسبوا إليه ، أو بئر كانوا مقيمين عليها بمواشيهم يعبدون الأصنام ، فخسفت تلك البئر مع ما حولها فذهبت بهم ، وبكل ما لهم كما ذكرت قصتهم في سورة الفرقان ، أو فعل وهو حفر البئر ، يقال : رس إذا حفر بئرا وتأنيث الفعل لمعنى قوم ، والجملة إستئناف وارد لتقرير حقية البعث ببيان إتفاق كافة الرسل عليها ، وتعذيب منكريها { وثمود وعاد وفرعون } وقومه ؛ ذكرت ثمود بعد أصحاب الرس ، لأن الرجفة التي أخذتهم مبدؤها الخسف بأصحاب الرس ،