اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَفِي ٱلسَّمَآءِ رِزۡقُكُمۡ وَمَا تُوعَدُونَ} (22)

قوله : { وَفِي السماء رِزْقُكُمْ } أي سبب رزقكم . وقرأ حُمَيْدٌ وابنُ مُحَيْصن : رازِقُكُمْ اسم فاعل{[52784]} ، والله تعالى متعالٍ عَنِ الجِهّةِ . قال ابن عباس ومجاهد ومقاتل : يعني بالرزق : المطر ؛ لأنه سبب الأَرزاق . وقيل : في السماء رزقكم مكتوب ، وقيل : تقدير الأرزاق كلها من السماء ، ولولاه لما حصل في الأرض حبَّة قُوتٍ .

قوله : «وَمَا تُوعَدُونَ » قال عطاء : من الثَّوَاب والعِقَاب ، وقال مجاهد : من الخَيْر والشَّرِّ . وقال الضحاك : وما توعدون من الجَنَّة والنار{[52785]} فيكون المعنى على هذا : وما توعدون لحقّ ، كقوله : { إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ } فإن قلنا : المراد بقوله : «وما توعدون » الجنة فهو من الوعد ، وإن قيل : المراد العذاب فيكون الخطاب مع الكفار .


[52784]:ذكره ابن خالويه في المختصر 145 وروى عنه –أي ابن مُحَيصن- هو وأبو حيان في البحر 8/136 أرزاقكم بلفظ الجمع المكسر. وتلك القراءة رازقكم ذكرها صاحب الإتحاف 399.
[52785]:ذكر هذه الأقوال البغوي في معالم التنزيل 6/244 والقرطبي 17/41.