اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{يَسۡـَٔلُونَ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلدِّينِ} (12)

قوله تعالى : { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدين } فقوله : { أَيَّانَ يَوْمُ الدين } مبتدأ أو خبر قيل : وهما ظرفان{[52707]} فكيف يقع أحد الظرفين{[52708]} في الآخر ؟{[52709]} .

وأجيب : بأنه على حذف حَدَثٍ أي أَيَّانَ وُقوع يَوْمِ الدِّين «فَأَيَّانَ » ظرف الوقوع ، كما تقول : مَتَى يَكُونُ يَوْمُ الجُمُعَةِ{[52710]} ، وتقدم قراءة إيّانِ - بالكسر{[52711]} - في الأَعراف .

قيل : وأيان من المركبات ، ركب من «أيٍّ » التي للاستفهام ، و«آن » التي بمعنى متى ، أو مِنْ «أَيٍّ » ( و ){[52712]} أَوَان ؛ فكأنه قال : أَيّ أَوَان ، فلما ركبت بُنِيَ . وهذا جواب قوله : { وَإِنَّ الدين لَوَاقِعٌ } فكأنه قال : أَيَّانَ يَقَعُ ؟ استهزاءً .

وترك السؤال دلالة على أن الغرض ليس الجواب ، وإنما يسألون استهزاءً ، والمعنى يسألون أيان يوم الدين يقولون : يا محمد متى يكون يوم الجزاء ؟ يعني يوم القيامة تكذيباً واستهزاء .


[52707]:ومعروف أن الزمان يجعل ظرفا للأفعال، ولا يمكن أن يكون الزمان ظرفا لظرف آخر.
[52708]:وهو "أيان".
[52709]:وهو "اليوم".
[52710]:بالمعنى من الكشاف 4/15 والرازي 28/198 و199.
[52711]:وهي قراءة السلمي وهي لغة وهي من الآية 187 من الأعراف: {يسألونك عن الساعة أيّان مرساها}. وسيجيء الآن أن المؤلف قد تكلم عن اشتقاقاتها، وانظر اللباب 2/403 ب.
[52712]:سقط من ب.