اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ذُوقُواْ فِتۡنَتَكُمۡ هَٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِۦ تَسۡتَعۡجِلُونَ} (14)

قوله : «ذُوقُوا » أي{[52724]} يقال لهم ذُوقُوا{[52725]} و{ هذا الذي كُنتُمْ } مبتدأ وخبر «هذا » هو الظاهر{[52726]} . وجوَّز الزمخشري أن يكون «هذا » بدلاً من «فِتْنَتَكُمْ »{[52727]} ؛ لأنها بمعنى العذاب ، ومعنى فتنتكم عذابكم { هذا الذي كُنتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ } في الدنيا تكذيباً به ، وهو قولهم : { رَبَّنَا عَجِّل لَّنَا قِطَّنَا } [ ص : 16 ] وقولهم : { فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا } [ هود : 32 ] ونظائره ، وقوله : { يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدين } فإنه نوع استعجالٍ بالقول . ويحتمل أن يكون المراد الاستعجال بالفعل وهو إصرارهم على العناد ، وإظهار الفساد ، فإنه يعجل العقوبة{[52728]} .


[52724]:المرجع السابق.
[52725]:فتكون هذه الجملة لا محل لها مقول القول. البحر المحيط 8/135.
[52726]:في الكشاف الذي خبره أي هذا العذاب. وانظر 4/15.
[52727]:أي ذوقوا هذا العذاب.
[52728]:الرازي 28/199.