اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كُلُّ مَنۡ عَلَيۡهَا فَانٖ} (26)

قوله تعالى : { كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ } غلب من يعقل على غيره ، وجميعهم مراد .

والضمير في «عليها » للأرض .

قال بعضهم : وإن لم يجر لها ذكر ، كقوله : { حتى تَوَارَتْ بالحجاب } [ ص : 32 ] .

ورد هذا بأنه قد تقدم ذكرها في قوله : { والأرض وَضَعَهَا } .

وقيل : الضمير عائد إلى الجارية .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما نزلت هذه الآية قالت الملائكة : هلك أهل الأرض . فنزلت { كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ } [ القصص : 88 ] فأيقنت الملائكة بالهلاك{[54441]} . وقاله مقاتل .

ووجه النعمة في فناء الخلق : التسوية بينهم في الموت .

وقيل : وجه النِّعمة أن الموت سبب النَّقل إلى دار الجزاء والثواب .


[54441]:ذكره السيوطي في "الدر المنثور" (5/267) وعزاه إلى ابن أبي حاتم في "تفسيره" عن مقاتل.