قوله تعالى : { فَيَوْمَئِذٍ } التنوين عوض من الجملة ، أي : فيومئذ انشقَّت السَّماء ، والفاء في «فيومئذٍ » جواب الشرط .
وقيل : هو محذوف ، أي : فإذا انشقت السَّماء رأيت أمراً مهولاً ونحو ذلك .
والهاء في «ذنبه » تعود على أحد المذكورين ، وضمير الآخر مقدر ، أي : ولا يسأل عن ذنبه جانّ أيضاً ؛ وناصب الظرف «لا يسأل » و«لا » غير مانعة .
وقد تقدم الخلاف فيها في الفاتحة وتقدمت قراءة «جأنٌّ » بالهمزة فيها أيضاً .
قال المفسرون : هذه الآية مثل قوله تعالى : { وَلاَ يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ المجرمون } [ القصص : 78 ] .
وأن القيامة مواطن لطول ذلك اليوم ، فيسأل في بعض ، ولا يسأل في بعض . وهذا قول عكرمة .
وقيل : المعنى لا يسألون إذا استقرُّوا في النَّار . وقال الحسن وقتادة : لا يسألون عن ذنوبهم ؛ لأن الله - تعالى - حفظها عليهم ، وكتبتها الملائكة{[54506]} . رواه العوفي عن ابن عباس .
وعن الحسن ومجاهد أيضاً : لا تسأل الملائكة عنهم ؛ لأنهم يعرفونهم بسيماهم{[54507]} .
دليله قوله تعالى : { يُعْرَفُ المجرمون بِسِيمَاهُمْ } ، رواه مجاهد عنه أيضاً في قوله تعالى : { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } [ الحجر : 92 ] ، وهو قوله تعالى : { فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْأَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ } .
قال : لا يسألهم ليعرف ذلك منهم ، ولكنهم يسألهم لم عملتموها ؟ سؤال توبيخ .
وقال أبو العالية : لا يسأل غير المجرم عن ذنب المجرم .
وقال قتادة : يسألون قبل الختم على أفواههم ، ثم يختم على أفواههم ، وتتكلم جوارحهم شاهدة عليهم{[54508]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.