قوله : { إِذَا رُجَّتِ الأرض } .
يجوز أن يكون بدلاً من «إذا » الأولى ، أو تأكيداً لها ، أو خبراً لها على أنها مبتدأ . كما تقدم تحريره .
وأن يكون شرطاً ، والعامل فيه إما مقدر ، وإما فعلها الذي يليها ، كما تقدّم في نظيرتها .
وقال الزمخشري{[54689]} : «ويجوز أن ينتصب ب «خافضة رافعة » أي تخفض وترفع وقت رجِّ الأرض وبس الجبال ؛ لأنه عند ذلك يخفض ما هو مرتفع ، ويرفع ما هو منخفض » .
قال أبو حيَّان{[54690]} : «ولا يجوز أن ينتصب بهما معاً ، بل بأحدهما ، لأنه لا يجوز أن يجتمع مؤثران على أثر واحد » .
قال شهاب الدِّين{[54691]} : معنى كلامه أن كلاًّ منهما متسلّط عليه من جهة المعنى ، وتكون المسألة من باب التنازع ، وحينئذ تكون العبارةُ صحيحة ، إذ يصدق أن كلاًّ منهما عامل فيه ، وإن كان على التَّعاقُب .
والرَّج : التحريك الشديد بمعنى زلزلت .
قال مجاهد وغيره : يقال : رجَّه يرُجُّه رجًّا ، أي : حرّكه وزلزله{[54692]} .
وناقة رجاء : أي عظيمة السّنام .
وفي الحديث : «مَنْ ركِبَ البَحْرَ حينَ يَرتجُّ فلا ذمَّة لهُ »{[54693]} .
قال الكلبي : وذلك أن الله - تعالى - إذا أوحى إليها اضطربت فرقاً من الله تعالى{[54694]} .
قال المفسرون : ترتج كما يرتجّ الصبي في المهد حتى ينهدم ما عليها ، وينكسر كل شيء عليها من الجبال وغيرها .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما : الرَّجَّة : الحركة الشديدة يسمع لها صوت{[54695]} .
قوله : { وَبُسَّتِ الجبال بَسّاً } .
أي : سيرت ، من قولهم : بسَّ الغنم ، أي : ساقها .
وأبْسَسْتُ الإبل أبُسُّهَا بَسَّاً ، وأبْسَسْتُ وبَسِسْتُ لغتان إذا زجرتها وقلت : بَسْ بَسْ . قاله أبو زيد .
أو بمعنى «فُتّت » ، كقوله : { يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً } [ طه : 105 ] ، ويدل عليه : { فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنبَثّاً } .
قال ابن عباس ومجاهد : كما يبسّ الدقيق ، أي : يُلتّ{[54696]} .
والبَسِيْسَةُ : السَّويقُ أو الدقيق يُلَتُّ بالسَّمن أو الزيت ، ثم يؤكل ولا يطبخ ، وقد يتخذ زاداً .
لا تَخْبِزَا خُبْزاً وبُسَّا بَسَّا *** ولا تُطِيْلا بِمُنَاخٍ حَبْسَا{[54697]}
وقال الحسن : «وبسّت » قلعتْ من أصلها فذهبت{[54698]} ، ونظيرها : يَنْسِفُهَا ربِّي نسفاً وقال عطية : بُسِطَتْ كالرَّمل والتراب{[54699]} .
وقال مجاهد : سالت سيلاً{[54700]} .
وقال عكرمة : هدّت{[54701]} .
وقرأ زيد{[54702]} بن علي : «رجَّت » ، و«بَسَّت » مبنيين للفاعل .
على أن «رَجَّ » و«بَسَّ » يكونان لازمين ومتعديين ، أي : ارتجت وذهبت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.