قوله : " فَقُطِعَ دَابِرُ " الجمهور{[13903]} على " فَقُطِعَ " مَبْنِيَّا للمفعولِ " دابرُ " مرفوعٌ به .
وقرأ عِكْرِمَةُ{[13904]} : " قطع " مبنياً للفاعل ، وهو الله تعالى ، " دَابِرَ " مفعول به ، وفيه التِفَاتٌ ، إذ هو خروج من تكلم في قوله : " أخَذْنَاهُمْ " إلى غَيْبَةٍ .
و " الدَّابِرُ " التَّابعُ من خَلْفٍ ، يقال : دَبَرَ الوَلَدُ والِدَه ، ودَبَرَ فلان القَوْمَ يَدْبُرُهُمْ دُبُوراً ودَبْراً .
وقيل : الدَّابرُ الأصْلُ ، يقال : قَطَع اللَّهُ دَابِرَهُ ، أي : أصله قاله الأصْمَعِيُّ ، وقال أبُو عُبَيْدٍ : " دَابِرُ القوم آخِرُهُمْ " ، وأنشدوا لأميَّة بن أبي الصَّلْتِ : [ البسيط ]
فاستُؤصِلُوا بِعَذَابٍ حَصَّ دَابِرَهُمْ *** فَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ صَرْفاً وَلاَ انْتَصَرُوا{[13905]}
ومنه دَبَرَ السَّهْمُ الهَدَفَ ، أي : سقط خَلْفَهُ .
وفي الحديث عن عبد الله بن مَسْعُودٍ " مِنَ النَّاسِ مَنْ لا يَأتِي الصَّلاةَ إلاَّ دُبريًّا " أي : في آخر الوقت{[13906]} .
والمعنى أنَّ الله -تعالى- اسْتَأصَلَهُمْ العذاب ، فلم يُبْقِ بَاقِيَةً .
وقيل : تعليمٌ للمؤمنين كيف يَحْمَدُونَهُ ، حَمَدَ اللَّهُ نَفْسَهُ على أنْ قَطَعَ دَابِرَهُم ؛ لأنه نِعْمَةٌ على الرُّسُلِ ، فَذَكرَ الحمْدَ تَعْلِيماً لهم ، ولمن آمن بهم أن يَحْمَدُوا الله على كِفَايَتِهِ شَرَّ الظالمين ، وليحمد محمد وأصحابه رَبَّهُمْ إذا أهلكنا المكذّبين .
وتضَمَّنَتْ هذه الآية الحُجَّة على وجوب ترك الظلم لما تعقَّب من قَطْعِ الدَّابرِ إلى العذابِ الدائم مع اسْتِحْقَاقِ القاطعِ للحمد من كل حَامِدٍ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.