قوله : { وَفَصِيلَتِهِ التي تُؤْوِيهِ } .
قال ثعلب : الفصيلةُ : الآباء الأدنون .
وقال مجاهد وابن زيدٍ : عشيرته الأقربون{[57896]} .
وقد تقدم ذكر ذلك عند قوله : «شعوباً وقبائل »{[57897]} .
وقال المُبرِّدُ : الفصيلةُ : القطعةُ من أعضاء الجسدِ ، وهي دون القبيلةِ ، وسُمِّيت عترةُ الرجلِ فصيلته تشبيهاً بالبعض منه .
قال ابنُ الخطيبِ{[57898]} : فصيلة الرجل : أقرباؤه الأقربون الذين فصل عنهم ، وينتمي إليهم ؛ لأن المراد من الفصيلة المفصولة ؛ لأن الولد يكون مفصولاً من الأبوين ، قال عليه الصلاة والسلام : «فَاطِمَةُ قِطعَةٌ منِّي »{[57899]} فلما كان مفصولاً منهما ، كانا أيضاً مفصولين منه ، فسُمِّيا فصيلة لهذا السببِ .
وكان يقالُ للعباس رضي الله عنه : فصيلةُ النبي صلى الله عليه وسلم لأن العمَّ قائم مقام الأب .
وقوله : «التي تؤويه » ، أي : ينصرونه .
وقال مالك : أمُّه التي تربيه ، حكاه الماورديُّ ، ورواه عنه أشهبُ .
قال شهاب الدين : ولم يبدله السوسي عن أبي عمرو ، قالوا : لأنه يؤدي إلى لفظ هو أثقل منه ، والإبدال للتخفيف .
وقرأ الزهريُّ : «تؤويهُ{[57900]} ، وتُنجِيهُ » بضم هاء الكناية ، على الأصل .
و «ثُمَّ نُنجِيْهِ » عطف على «يَفْتَدِي » فهو داخلٌ في خبر «لَوْ » وتقدم الكلامُ فيها ، هل هي مصدريةٌ أم شرطيةٌ في الماضي ، ومفعول «يَوَدُّ » محذوف ، أي : يودُّ النَّجاة .
وقيل : إنها هنا بمعنى «أن » وليس بشيء ، وفاعل «ينجيه » إما ضميرُ الافتداء الدالُّ عليه «يَفْتَدي » ، أو ضمير من تقدم ذكرهم ، وهو قوله : { وَمَن فِي الأرض } .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.