اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُـٔۡوِيهِ} (13)

قوله : { وَفَصِيلَتِهِ التي تُؤْوِيهِ } .

قال ثعلب : الفصيلةُ : الآباء الأدنون .

وقال أبو عبيدة : الفخذ .

وقال مجاهد وابن زيدٍ : عشيرته الأقربون{[57896]} .

وقد تقدم ذكر ذلك عند قوله : «شعوباً وقبائل »{[57897]} .

وقال المُبرِّدُ : الفصيلةُ : القطعةُ من أعضاء الجسدِ ، وهي دون القبيلةِ ، وسُمِّيت عترةُ الرجلِ فصيلته تشبيهاً بالبعض منه .

قال ابنُ الخطيبِ{[57898]} : فصيلة الرجل : أقرباؤه الأقربون الذين فصل عنهم ، وينتمي إليهم ؛ لأن المراد من الفصيلة المفصولة ؛ لأن الولد يكون مفصولاً من الأبوين ، قال عليه الصلاة والسلام : «فَاطِمَةُ قِطعَةٌ منِّي »{[57899]} فلما كان مفصولاً منهما ، كانا أيضاً مفصولين منه ، فسُمِّيا فصيلة لهذا السببِ .

وكان يقالُ للعباس رضي الله عنه : فصيلةُ النبي صلى الله عليه وسلم لأن العمَّ قائم مقام الأب .

وقوله : «التي تؤويه » ، أي : ينصرونه .

وقال مالك : أمُّه التي تربيه ، حكاه الماورديُّ ، ورواه عنه أشهبُ .

قال شهاب الدين : ولم يبدله السوسي عن أبي عمرو ، قالوا : لأنه يؤدي إلى لفظ هو أثقل منه ، والإبدال للتخفيف .

وقرأ الزهريُّ : «تؤويهُ{[57900]} ، وتُنجِيهُ » بضم هاء الكناية ، على الأصل .

و «ثُمَّ نُنجِيْهِ » عطف على «يَفْتَدِي » فهو داخلٌ في خبر «لَوْ » وتقدم الكلامُ فيها ، هل هي مصدريةٌ أم شرطيةٌ في الماضي ، ومفعول «يَوَدُّ » محذوف ، أي : يودُّ النَّجاة .

وقيل : إنها هنا بمعنى «أن » وليس بشيء ، وفاعل «ينجيه » إما ضميرُ الافتداء الدالُّ عليه «يَفْتَدي » ، أو ضمير من تقدم ذكرهم ، وهو قوله : { وَمَن فِي الأرض } .


[57896]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/231) عن مجاهد وابن زيد.
[57897]:آية 13 من سورة الحجرات.
[57898]:ينظر: الفخر الرازي 30/112.
[57899]:أخرجه البخاري (7/131-132) كتاب فضائل الصحابة: باب مناقب فاطمة (3767) والبيهقي (7/64) من حديث المسور بن مخرمة.
[57900]:ينظر: المحرر الوجيز 5/367، والبحر المحيط 8/326، والدر المصون 6/376.