اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱلَّذِينَ هُمۡ عَلَىٰ صَلَاتِهِمۡ دَآئِمُونَ} (23)

قوله : { الذين هُمْ على صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ } أي : على مواقيتها .

وقال عقبة بن عامر : الذين إذا صلُّوا لم يلتفتوا يميناً ولا شمالاً{[57927]} .

و «الدائم » الساكن ، ومنه : «نهى عن البول في الماء الدائم » ، أي : الساكن .

وقال ابن جريج والحسن : هم الذين يكثرون فعل التَّطوع منها{[57928]} .

فإن قيل : كيف قال :{ على صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ } وقال في موضع آخر : { على صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ } [ المؤمنون : 9 ] .

قال ابن الخطيب{[57929]} : دوامُهم عليها ألا يتركوها في وقتٍ من الأوقاتِ ، ومحافظتهم عليها ترجع إلى الاهتمام بحالها ، حتى يأتي بها على أكمل الوجوه من المحافظة على شرائطها ، والإتيان بها في الجماعة وفي المساجدِ الشريفةِ والاجتهاد في تفريغ القلب عن الوسواس والرياء والسمعة ، وألاّ يلتفت يميناً ولا شمالاً ، وأن يكون حاضر القلب فاهماً للأذكار ، مطلعاً على حكم الصَّلاة متعلق القلب بدخول أوقات الصلواتِ .


[57927]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (18/188).
[57928]:ينظر المصدر السابق.
[57929]:ينظر الفخر الرازي 30/114.