اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَٱلَّذِينَ فِيٓ أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ} (24)

قوله : { والذين في أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } .

قال قتادة وابن سيرين : يريد الزكاة المفروضة{[57930]} .

وقال مجاهد{[57931]} : سوى الزكاة ، وقال عليُّ بن أبي طلحة عن ابن عباس : صلة الرَّحمِ وحمل الكل{[57932]} .

والأول أصح ؛ لأنه وصف الحق بأنه معلوم ، والمعلوم هو المقدر ، وسوى الزكاة ليس بمعلوم إنما هو قدرُ الحاجةِ ، وذلك يقل ويكثرُ .

وقال ابنُ عباسٍ : من أدَّى زكاة مالهِ فلا جناح عليه أن لا يتصدق{[57933]} ، وأيضاً فالله - تعالى - استثناهُ ممن ذمَّه ، فدلَّ على أنَّ الذي لا يُعْطِي هذا الحقَّ يكونُ مذموماً ، ولا حقَّ على هذه الصفةِ إلا الزكاة .


[57930]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/236).
[57931]:ينظر المصدر السابق.
[57932]:ينظر المصدر السابق.
[57933]:ذكره الرازي في "تفسيره" 30/115.