اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِن يُرِيدُوٓاْ أَن يَخۡدَعُوكَ فَإِنَّ حَسۡبَكَ ٱللَّهُۚ هُوَ ٱلَّذِيٓ أَيَّدَكَ بِنَصۡرِهِۦ وَبِٱلۡمُؤۡمِنِينَ} (62)

قوله تعالى { وَإِن يريدوا أَن يَخْدَعُوكَ } الآية .

أي : يريدوا أن يغدروا ويمكروا بك .

قال مجاهدٌ : يعني : بني قريظة{[17475]} { فَإِنَّ حَسْبَكَ الله هُوَ الذي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وبالمؤمنين } أي : بالأنصارِ .

فإن قيل : لما قال : { هُوَ الذي أَيَّدَكَ } فأي حاجة مع نصره إلى المؤمنين ، حتَّى قال " وبالمؤمنين " .

فالجوابُ : أنَّ التَّأييدَ ليس إلا من الله ، لكنه على قسمين :

أحدهما : ما يحصل من غير واسطة أسباب معتادة .

والثاني : ما يحصلُ بواسطة أسباب معتادة .

فالأول : هو المراد بقوله : " أيَّدكَ بنصْرِهِ " .

والثاني : هو المرادُ بقوله : " وبالمؤمنين " .


[17475]:تقدم.