قال ابن عباس { فنكل بهم من خلفهم }{[17420]} .
وقال سعيدُ بنُ جبيرٍ : { أنذر بهم من خلفهم }{[17421]} .
العامَّةُ على الدال المهملة في " فَشرِّدْ " . وأصل التَّشْرِيدِ ، التَّطريدُ والتفريقُ والتبديدُ .
وقيل : التفريق مع الاضطراب ، والمعنى : فرق بهم جمع كل ناقض ، أي : افعل بهؤلاء الذين نقضوا عهدك وجَاءُوا لحربك فعلاً من الحرب والتمكين ، يفرقُ منك ويخافك من خلفهم من أهل مكة واليمن ، " لَعَلَّهُم يذَّكرُون " يتذكرون ويعتبرون فلا ينقضون العهد .
وقرأ الأعمش{[17422]} بخلاف عنه : " فَشَرِّذْ " بالذال المعجمة .
وقال أبُو حيَّان{[17423]} رحمه الله تعالى : " وكذا هي في مصحف عبد الله " .
قال شهاب الدين{[17424]} : " وقد تقدَّم أنَّ النَّقْطَ والشَّكْلَ أمرٌ حادثٌ ، أحدثه يحيى بن يعمر ، فكيف يُوجد ذلك في مصحف ابن مسعود ؟ " .
قيل : وهذه المادة - أعني : الشين ، والرَّاء ، والذال المعجمة - مهملة في لغة العرب وفي هذه القراءةِ أوجه ، أحدها : أنَّ الذَّال بدلُ من مجاورتها ، كقولهم : خراديل وخراذيل .
الثاني : أنه مقلوبٌ مِنْ " شذر " ، من قولهم : تَفرَّقُوا شَذَرَ مَذَرَ ، ومنه : الشَّذْر المُلتقط من المعدن ؛ لتفرُّقِهِ ؛ قال : [ الطويل ]
غَرَائِرُ فِي كِنٍّ وَصوْنٍ ونَعْمَةٍ *** يُحَلَّيْنَ يَاقُوتاً وشَذْراً مُفَقَّرا{[17425]}
الثالث : أنه من شذر في مقاله ، إذا أكثر فيه ، قاله أبو البقاءِ ، ومعناه غير لائق هنا .
وقال قطرب : " شرّذ " بالمعجمة ، التنكيل ، وبالمهملة : التَّفريق . وهذا يُقَوِّي قول من قالك إن هذا المادَّة ثابتةٌ في لغة العربِ .
قوله " مَنْ خَلْفَهُمْ " مفعول : " شرِّد " . وقرأ الأعمشُ بخلاف{[17426]} عنه وأبو حيوة " مِنْ خلفهم " جاراً ومجروراً ، والمفعولُ على هذه القراءة محذوفٌ ، أي : فشرِّدُ أمثالهم من الأعداء ، وأناساً يعملون بعملهم ، والضميران في " لَعَلَّهُم يذكَّرُون " الظَّاهِرُ عودهما على " مَنْ خَلْفَهُمْ " ، أي : إذا رأوا ما حلَّ بالمناقضين تذكَّرُوا . وقيل : يعودان على المثقفين ، وليس له معنى طائل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.