اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{عَلَى ٱلۡأَرَآئِكِ يَنظُرُونَ} (23)

ثم بين ذلك النعيم بأمورٍ ، ثلاثة : أولها : بقوله تعالى : { عَلَى الأرآئك يَنظُرُونَ } .

قال القفَّال : «الأرائك » : الأسِرَّة في الحجال ، ولا تُسَمَّى أريكة فيما زعموا إلا إذا كان كذلك .

وعن الحسن - رضي الله عنه - كُنَّا لا ندري ما الأريكةُ ، حتى لقينا رجلٌ من أهل «اليمن » ، أخبرنا أن الأريكة عندهم ذلك{[59609]} . وقوله : «يَنْظُرون » قيل : إلى أنواع نعيمهم من الحُور والولدان ، وأنواع الأطعمة والأشربة والملابس والمراكب وغيرها .

وقال مقاتلٌ : ينظرون إلى عدوِّهم حين يعذبون{[59610]} .

وقيل : إذا اشتهوا شيئاً نظروا إليه ، فيحضرهم ذلك الشيء في الحال قيل : يحمل على الكل .

قال ابن الخطيب{[59611]} : إنهم ينظرون إلى ربهم بدليل قوله تعالى : { تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النعيم } .


[59609]:ذكره الرازي في "تفسيره" (31/89).
[59610]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/173).
[59611]:ينظر الفخر الرازي 31/89.