قوله : { خِتَامُهُ } أي : طينة مسك .
قال ابن زيد : ختامه عند الله مسك ، وختام الدنيا طين .
وقرأ الكسائي{[59623]} : «خَاتَمهُ » بفتح التاء بعد الألف .
والباقون : بتقديمها على الألف .
فوجه قراءة الكسائي : أنه جعله اسماً لما يختم به الكأس ، بدليل قوله : «مَخْتُوم » . ثم بين الخاتم ما هو ، فروي عن الكسائي أيضاً : كسر التاء ، فيكون كقوله تعالى : { وَخَاتَمَ النبيين } [ الأحزاب : 40 ] ، والمعنى : خاتم رائحته مسك ووجه قراءة الجماعة : أن الختام هو الطين الذي يختم به الشيء ، فجعل بدله المسك .
5130- كَأَنَّ مُشعْشَعاً مِنْ خَمْرِ بُصْرَى*** نَمَتْهُ البَحْتُ مَشْدُودَ الخِتَامِ{[59624]}
وقيل : خاتمته أي : مقطع شربه يجد الإنسان فيه ريح المسك .
قيل : سُمِّي المسك مسْكاً ؛ لأن الغزال يُمسكه في سُرَّته ، والمساكةُ : البُخْلُ وحبس المال ، يقال : رجل مَسِيكٌ لبخله ، والمَسْكُ : الجلد لإمساكه ما فيه ، والمَاسِكَة : التي أخطأت خافضتُها فأصابت من مسكها غير موضع الختان ، والمَسَكة : سوار من قرن أو عاجٍ لتماسكه والمسكة - بضم الميم - : الشَّيء القليل ، يقال : ما له مُسْكَة ، أي : عقل .
قوله تعالى : { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ المتنافسون } . التَّنافسُ : المُغالبة في الشيء النفيس ، يقال : نفستُه به نفاسة ، أي : بخلت به ، وأصله من النَّفْسِ لعزتها .
قال الواحديّ : نفستُ الشيء أنفسُه نفاسةً : بَخِلْتُ به .
وقال البغوي{[59625]} : وأصله من الشيء النَّفِيس أي : تحرص عليه نفوس النَّاس ، ويريده كل واحد لنفسه ، وينفس به على غيره أي : يضنّ ، والمعنى : وفي ذلك فليرغب الراغبون بالمبادرة إلى طاعة الله تعالى .
وقال مجاهد : فليعمل العاملون{[59626]} ، كقوله تعالى : { لِمِثْلِ هذا فَلْيَعْمَلِ العاملون } [ الصافات : 61 ] .
وقال عطاء : فليستبق المستبقون{[59627]} .
وقال مقاتلُ بن سليمان : فليتنازع المتنازعون{[59628]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.