تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي ٱلۡأَرۡضِ يَتَبَوَّأُ مِنۡهَا حَيۡثُ يَشَآءُۚ نُصِيبُ بِرَحۡمَتِنَا مَن نَّشَآءُۖ وَلَا نُضِيعُ أَجۡرَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ} (56)

{ مكّنا ليوسف } استخلفه الوليد على عمل أطيفر وعزله ، قال مجاهد : وأسلم على يده ، قال " ع " : ملك بعد سنة ونصف . ثم مات أطفير فزوجه الملك بأمرأته راعيل فوجدها يوسف عذراء ، وولدت له ولدين ، أفرائيم وميشا ، ومن زعم أنها زليخا قال لم يتزوجها يوسف ، ولما رأته في موكبه بكت ثم قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بالمعصية عبيداً والحمد لله الذي جعل العبيد بالطاعة ملوكاً فضمها إليه فكانت من عياله حتى ماتت ولم يتزوجها . { يتبوّأ } يتخذ من أرض مصر منزلاً حيث شاء ، أو يصنع في الدنيا ما يشاء لتفويض الأمر إليه . { برحمتنا } نعمة الدنيا ، { ولا نضيع } ثواب { المحسنين } في الآخرة ، أو كلاهما في الدنيا ، أو كلاهما في الآخرة ، ونال يوسف ذلك ثواباً على بلواه ، أو تفضلاً من الله -تعالى- وثوابه باقٍ في الآخرة بحاله .