{ وكذلك مَكَّنَّا لِيُوسُفَ } أي : ومثل ذلك التمكين العجيب مكنا ليوسف في الأرض أي : جعلنا له مكاناً ، وهو عبارة عن كمال قدرته ، ونفوذ أمره ونهيه ، حتى صار الملك يصدر عن رأيه ، وصار الناس يعملون على أمره ونهيه { يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاء } أي : ينزل منها حيث أراد ويتخذه مباءة ، وهو عبارة عن كمال قدرته كما تقدّم ، وكأنه يتصرف في الأرض التي أمرها إلى سلطان مصر ، كما يتصرف الرجل في منزله . وقرأ ابن كثير بالنون ، وقد استدلّ بهذه الآية على أنه يجوز تولي الأعمال من جهة السلطان الجائر ، بل الكافر لمن وثق من نفسه بالقيام بالحق . وقد قدمنا الكلام على هذا مستوفى في قوله سبحانه : { وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الذين ظَلَمُوا } [ هود : 113 ] { نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء } من العباد فنرحمه في الدنيا بالإحسان إليه ، والإنعام عليه ، وفي الآخرة بإدخاله الجنة وإنجائه من النار { وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ المحسنين } في أعمالهم الحسنة التي هي مطلوب الله منهم ، أي : لا نضيع ثوابهم فيها ، ومجازاتهم عليها .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.