تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{۞وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ} (124)

{ ابتلى إبراهيم } بالسريانية أب رحيم . { بكلمات } شرائع الإسلام ، ما ابتلى أحد بهذا الدين فقام به كله سواه ، فكتب الله -تعالى- له البراءة ، فقال -تعالى- : { وإبراهيم الذي وفى } [ النجم : 37 ] وهي ثلاثون سهماً ، عشر في براءة { التائبون العابدون } [ 112 ] وعشر في ' الأحزاب ' { إن المسلمين والمسلمات } [ 35 ] وعشر في المؤمنين [ 1 - 9 ] ، { وسأل سائل } [ 22 - 34 ] إلى قوله { على صلاتهم يحافظون ] ، قاله ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - أو هي عشر من سنن الإسلام : خمس في الرأس ، قص الشارب ، والمضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وفرق الرأس ، وفي الجسد ، تقليم الأظفار ، وحلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وغسل أثر البول والغائط بالماء ، أو هي عشر : ست في الإنسان ، حلق العانة ، والختان ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظفار ، وقص الشارب ، وغسل الجمعة ، وأربع في المشاعر : الطواف والسعي بين الصفا والمروة ، ورمي الجمار ، والإفاضة ، أو مناسك الحج خاصة ، أو الكوكب ، والقمر ، والشمس ؛ والنار والهجرة والختان ، ابتلي بهن فصبر ، أو ما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم لم سمى الله -تعالى- إبراهيم خليله { الذي وفى } ؟ [ النجم : 37 ] لأنه كان يقول كلما أصبح وأمسى { فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } [ الروم : 17 ] إلى

قوله تعالى { تظهرون } ، أو قول الرسول صلى الله عليه وسلم ' أتدرون ما { وفّى } ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : " وفّى عمل يومه أربع ركعات في النهار " ، أو قال له ربه : ' إني مبتليك ، قال : أتجعلني للناس إماماً ، قال : نعم : قال : ومن ذريتي قال : لا ينال عهدي الظالمين ، قال : تجعل البيت مثابة للناس قال : نعم ، قال : وأمنا قال : نعم ، قال : وتجعلنا مسلمين لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك . قال : وترينا مناسكنا وتتوب علينا قال : نعم ، قال : وتجعل هذا البيت آمناً ، قال : نعم ، قال : وترزق أهله من الثمرات ، قال : نعم ، فهذه الكلمات التي ابتلى بها . { إماما } متبوعاً . { عهدي } النبوة ، أو الإمامة ، أو دين الله ، أو الأمان ، أو الثواب ، أو لا عهد عليك لظالم أن تطيعه في ظلمه ، قاله ابن عباس رضي الله تعالى عنهما .