جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{۞وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّـٰلِمِينَ} (124)

{ وَإِذِ ابْتَلَى } : اختبر أي : عامل معاملة المختبر ، { إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ } : ربّ إبراهيم ، { بِكَلِمَاتٍ } ، في الكلمات {[201]} اختلاف كثير ، أي : شرائع وأوامر ونواهي أو ثلاثين خصلة عشر في البراءة ، " التائبون العابدون " ( التوبة : 112 ) إلخ . . . وعشر في أول سورة " قد أفلح المؤمنون " ( المؤمنون : 1-9 ) ، " وسأل سائل " ( المعارج : 22-34 ) ، وعشر في الأحزاب ، " إن المسلمين والمسلمات " ( الأحزاب : 35 ) إلخ . . ، أو عشر خصال خمس في الرأس : قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس ، وخمس في الجسد : تقليم الأظفار ونتف الإبط وحلق العانة والختان والاستنجاء بالماء [ ( * ) أخرج هذا التفسير الحاكم في " المستدرك ، 2/266 ، عن ابن عباس من قوله ، وقال : " صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه " وأقره الذهبي ] ، أو مناسك الحج ، أو أنه كان يقول كلما أصبح وأمسى : " فسبحان الله حين تمسون " ( الروم : 17 ) إلخ الآية أو الآيات التي بعدها " إني جاعلك للناس إماما " وغيرها ، { فَأَتَمَّهُنَّ } : أداهن تامات وقام بهن حق القيام ، { قَالَ } ، استئناف كأنه جواب لمن قال ماذا قال له ربه حين أتمهن ؟ ، أو بيان لقوله ابتلي ، عند من يقول هي الكلمات ، { إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } : يقتدى بك وإمامته مؤبدة إلى الساعة ، { قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي } ، عطف على الكاف ، أي : اجعل من أولادي أئمة ، { قَالَ } : الله ، { لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } ، في تفسيره أيضا كثير خلاف الأرجح أنه إجابة لملتمسه وإشارة إلى أن في ذريته من لا يصلح للإمامة والنبوة .


[201]:قال ابن جرير: ما حاصله أنه لا يجوز الجزم بشيء منها أنه المراد على التعيين إلا بحديث أو إجماع ولم يصح في ذلك خبر بنقل الواحد ولا بنقل الجماعة الذي يجب التسليم له ثم قال إن الذي قاله مجاهد وأبو صالح والربيع بن أنس أولى بالصواب يعني إن الكلمات هو قوله: "إني جاعلك للناس إماما" وقوله: "وعهدنا إلى إبراهيم" وما بعده/12 فتح