قرأ أبو الشعثاء جابر بن زيد : { إِبْرَاهِيمُ ربَّه } إبراهيمُ رفعاً وربَّه نصباً على معنى سأل ودعا فقيل له ومن اين لك هذا ؟ فقال : اقرأنيه ابن عباس . وهذا غير قوي لأجل الباء في قوله { بِكَلِمَاتٍ } وقرأ الباقون بالنصّب ، وجعلوا معنى الأبتلاء الأختيار والامتحان في الأمر ، وهو الصحيح ، وفي
{ إِبْرَاهِيمَ } أربع لغات : قرأ ابن الزبّير : ابرهام بألف واحد بين الهاء والميم ، وقرأ أبو بكر إبراهم وكان زيد بن عمر يقول في صلاته : إني عذت بما عاذ به إبراهيم ، إذ قال :إني لك اللهم عان راغم
وقرأ عبد الله بن عامر اليحصبي : ابراهام بألفين ، وقرأ الباقون : إبراهيم [ . . . قال يحيى بن سعيد ] الأنصاري : أقرأ ابراهام وابراهيم . فأن الله عزّ وجلّ أنزلهما كما أنزل يعقوب واسرائيل ، وعيسى والمسيح ومحمّداً وأحمد .
الربيع ابن عامر : مصحفة مكتوب في مصاحف أهل الشام إبراهام بالألف وفي غيرها بالياء .
وإبراهيم إسم أعجمي ولذلك لا يجري وهو إبراهيم بن نازح بن ناحور بن ساروخ بن ارخوا بن فالغ بن منابر بن الشالخ بن ارفخشد بن سام بن نوح . فاختلفوا في مسكنه ، فقال بعضهم : كان [ بكشكر ، ] وقال قوم : حرّان ؛ ولكن أباه نقله إلى بابل أرض نمرود بن كنعان واختلفوا في الكلمات التي ابتلى إبراهيم عليه السلام : عن ابن عبّاس : هي ثلاثون سهماً ، وهي شرائع الأسلام ، ولم يبتل أحد بهذا الدّين كلّه فأقامه كلّه إلاّ إبراهيم ( عليه الصلاة والسلام ) . { فَأَتَمَّهُنَّ } فكتب له البراءة . فقال : { وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى } [ النجم : 37 ] وهي عشرة في براءة { التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ }الآية [ التوبة : 112 ] وعشرة في الأحزاب { إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ }الآية [ الأحزاب : 35 ] ، وعشرة في المؤمنين { سَأَلَ سَآئِلٌ }
[ المعارج : 1 ] { قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ } [ المؤمنون : 9 ] ، وقوله { إِلاَّ الْمُصَلِّينَ } [ المعارج : 22 ] .
وروى طاووس عن ابن عبّاس قال : إبتلاه بعشرة أشياء هي من الفطرة والطّهارة خمس في الرأس وخمس في الجسد فالتّي في الرأس قصّ الشارب والمضمضة والاستنشاق والسّواك وفرق الرأس ، والّتي في الجسد : تقليم الأظافر ونتف الأبط وحلق العانة والختان والاستنجاء بالماء .
مجاهد : هي الآيات الّتي في قوله : { قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً } إلى آخر القصّة .
الحسن : ابتلاه بسبعة أشياء إبتلاه بالكواكب والقمر والشمس فأحسن في ذلك وعلم أنّ ربّه دائم لا يزول وإبتلاه بالنّار فصبر على ذلك ، وإبتلاه بذبح ابنه فصبر على ذلك وبالختان فصبر على ذلك وبالهجرة فصبر عليه .
سعيد بن جبير : هي قول إبراهيم وإسماعيل حين يرفعان البيت { رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّآ } [ البقرة : 127 ] فرفعاه بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلاّ الله والله أكبر .
يمان : هي محاجّة قومه قال الله : { وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ }
إلى قوله تعالى { وَتِلْكَ حُجَّتُنَآ آتَيْنَاهَآ إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ } [ الأنعام : 80-83 ] .
أبو روق : هي قوله عليه السلام { الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ } الآيات [ الشعراء : 78 ] .
وقال بعضهم : هي إنّ الله ابتلاه في ماله وولده ونفسه فسلم ماله إلى الضيفان ، وولده إلى القربان ، ونفسه إلى النيران ، وقلبه إلى الرّحمن فاتخذه خليلاً ، وقيل : هي سهام الأسلام وهي عشرة : شهادة أن لا اله إلاّ الله وهي الملّة والصلاة وهي القنطرة . . قال : [ والزكاة ] وهي الطهارة والصّوم وهو الجنّة والحج وهو الشريعة ، والغزو وهو النّصرة ، والطاعة وهي العصمة ، والجماعة وهي الألفة ، والأمر بالمعروف وهو الوفاء والنهي عن المنكر وهو الحُجّة . فأتمهنّ . قال قتادة : أدّاهن .
الضّحاك : [ . . . أيمانهن ] ، يمان : عمل بهن . قال الله { إِنِّي جَاعِلُكَ } يا إبراهيم { لِلنَّاسِ إِمَاماً } ليقتدي بك وأصله من الأُم وهو القصد . { قَالَ } إبراهيم { وَمِن ذُرِّيَّتِي } ومن أولادي أيضاً . فاجعل أئمّة يُقتدى بهم وأصل الذريّة الأولاد الصغار مشتق من الذر لكثرته ، وقيل : من الذرر وهو الخلق فخفف الهمز وأدخل التشديد عوضاً عن الهمز كالبرّيّة .
قيل : من الذرو وفيها ثلاث لغات :
ذريّة بكسر الذال ، وهي قراءة زيد بن ثابت ، وذريّة بفتحها وهي قراءة أبي جعفر ، وذريّة بضمها وهي قراءة العامّة . { قَالَ } الله { لاَ يَنَالُ } أي لا يصيب . { عَهْدِي الظَّالِمِينَ } وفيه ثلاث قراءات : عهدي الظالمون ، وهي قراءة ابن مسعود وطلحة ابن مصرف ، وعهدي الظالمين مرتجلة الياء ، وهي قراءة أبي رجاء والأعمش وحمزة ، وعهدي الظالمين بفتح الياء وهي قراءة العامّة ، واختلفوا في هذا العهد فقال عطاء بن أبي رباح : رحمتي .
الضحّاك : طاعتي دليله قوله : { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ } [ البقرة : 40 ] .
السّدي : [ التوفي ] دليله قوله { الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ } [ البقرة : 27 ] .
مجاهد : ليس الظالم أن يطاع في ظلمه .
أبو حذيفة : أمانتي دليله قوله { وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ } [ النحل : 91 ] .
أبو عبيد : أماني دليله قوله : { فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ } [ التوبة : 4 ] ، وقيل : إيماني دليله قوله عزّ وجلّ { أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يبَنِي ءَادَمَ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ الشَّيطَانَ } [ يس : 60 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.