تفسير العز بن عبد السلام - العز بن عبد السلام  
{قَالُوٓاْ أُوذِينَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِيَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ مَا جِئۡتَنَاۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ} (129)

{ أُوذينا من قبل أن تأتينا } بالاستعباد وقتل الأبناء { ومن بعد } بالوعيد بإعادة ذلك عليهم ، أو بالجزية من قبل مجيئه وبعده ، أو كانوا يضربون اللبن ويعطون التبن فلما جاء صاروا يضربون اللبن وعليهم التبن أو كانوا يسخرون في الأعمال نصف النهار ويكسبون لأنفسهم في النصف الآخر فلما جاء سخرهم جميع النهار بغير طعام ولا شراب { من قبل أن تأتينا } بالرسالة { ومن بعد ما جئتنا } بها ، أو من قبل أن تأتينا بعهد الله -تعالى- أنه يخلِّصنا ، ومن بعد ما جئتنا به شكوا ذلك استغاثة منهم بموسى - عليه الصلاة والسلام - أو استبطاء لوعده . { عسى } في اللغة طمع وإشفاق . وهي من الله -تعالى- إيجاب ويقين ويحتمل أن يكون رجاهم ذلك . { ويستخلفكم } يجعلكم خلفاً من فرعون ، أو يجعلكم خلفاً لنفسه لأنكم أولياؤه . { الأرض } أرض مصر ، أو الشام . { فينظر } فيرى ، أو فيعلم أولياؤه . وعدهم بالنصر ، أو حذّرهم من الفساد ، لأن الله -تعالى- ينظر كيف تعملون في طاعته أو خلافته .