الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي - السيوطي  
{قَالُوٓاْ أُوذِينَا مِن قَبۡلِ أَن تَأۡتِيَنَا وَمِنۢ بَعۡدِ مَا جِئۡتَنَاۚ قَالَ عَسَىٰ رَبُّكُمۡ أَن يُهۡلِكَ عَدُوَّكُمۡ وَيَسۡتَخۡلِفَكُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَيَنظُرَ كَيۡفَ تَعۡمَلُونَ} (129)

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا } قال : من قبل إرسال الله إياك ومن بعده .

وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منبه في الآية قال : قالت بنو إسرائيل لموسى : كان فرعون يكلفنا اللبن قبل أن تأتينا ، فلما جئت كلفنا اللبن مع التبن أيضاً ، فقال موسى : أي رب أهلك فرعون حتى متى تبقيه . فأوحى الله إليهم : إنهم لم يعملوا الذنب الذي أهلكهم به .

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة { قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا } قال : أما قبل أن يبعث حزاً لعدو الله فرعون حاز أنه يولد في هذا العام غلام يسلبك ملكك . قال : فتتبع أولادهم في ذلك العام بذبح الذكور منهم ثم ذبحهم أيضاً بعدما جاءهم موسى ، وهذا قول بني إسرائيل يشكون إلى موسى . فقال لهم موسى { عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون } .

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس « أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن بنا أهل البيت يفتح ويختم ، فلا بد أن تقع دولة لبني هاشم فانظروا فيمن تكونوا من بن هاشم ، وفيهم نزلت { عسى ربكم أن يهلك عدوّكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعلمون } » .