مفاتيح الغيب للرازي - الفخر الرازي  
{قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا يَـٰٓأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ} (26)

أما قوله : { قالت إحداهما يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين } ففيه مسائل :

المسألة الأولى : وصفته بالقوة لما شاهدت من كيفية السقي وبالأمانة لما حكينا من غض بصره حال ذودهما الماشية وحال سقيه لهما وحال مشيه بين يديها إلى أبيها .

المسألة الثانية : إنما جعل { خير من استأجرت } اسما و{ القوي الأمين } خبرا مع أن العكس أولى لأن العناية هي سبب التقديم .

المسألة الثالثة : القوة والأمانة لا يكفيان في حصول المقصود ما لم ينضم إليهما الفطنة والكياسة ، فلم أهمل أمر الكياسة ؟ ويمكن أن يقال إنها داخلة في الأمانة ، عن ابن مسعود رضي الله : «أفرس الناس ثلاثة بنت شعيب وصاحب يوسف وأبو بكر في عمر » .