اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا يَـٰٓأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ} (26)

قوله : { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يا أبت استأجره } اتخذه أجيراً ليرعى أغنامنا ، { إِنَّ خَيْرَ مَنِ استأجرت القوي الأمين } أي : خير من استعملت مَنْ قَوي على العمل ، وأداء الأمانة ، وإنما جعل { خَيْرَ مَنِ استأجرت } اسماً و «القَوِيُّ الأَمِينُ » خبراً مع أن العكس أولى ، لأن العناية سبب{[40083]} للتقديم{[40084]} . فإن قيل : القوة والأمانة لا يكفيان في حصول المقصود ما لم ينضم إليهما العطية والكتابة ، فلم أهمَل أمرَ الكتابة ؟ فالجواب{[40085]} أنهما داخِلان في الأمانة .

قال ابن مسعود : أفرسُ الناس ثلاثة : بنتُ شعيب ، ( وصاحب يوسف ){[40086]} ، وأبو بكر في{[40087]} عمر{[40088]} .

فقال لها أبوها : وما علمك بقوته وأمانته ؟ قالت : أما قوتُه ، فإنه رفع حجراً من رأس البئر لا يرفعه إلا عشرة ، وقيل : إلا أربعون ، وأمَّا أمانته ، فإنه قال لي : امشي خلفي حتى لا تصف الريح بدنك{[40089]} .


[40083]:في ب: بسبب.
[40084]:انظر الكشاف 3/163، الفخر الرازي 24/242.
[40085]:في ب: والجواب.
[40086]:ما بين القوسين سقط من ب.
[40087]:في النسختين: و. والتصويب من الفخر الرازي.
[40088]:انظر الفخر الرازي 24/242.
[40089]:انظر البغوي 6/333.