الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا يَـٰٓأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ} (26)

والجمهورُ أن الداعِيَ لموسَى عليه السلامُ هو شُعَيْبُ عليه السلام وأن المرأتينْ ابنتَاه . ف{ قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ } الآية ، فَقَام يَتْبعُهَا فَهَبَّتْ رِيحٌ ضَمَّتْ قَمِيصَها إلى بَدَنِهَا فَتَحَرَّجَ مُوسَى عليه السلام من النظر إليها فقال امشي خلفي وأرشديني إلى الطرق فَفَهِمَتْ عَنْهُ فذلك سَبَبُ وَصْفِهَا له بِالأَمَانَةِ قاله ابن عباس . { فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ القصص } فآنسَه بقَولهِ : { لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ القوم الظالمين } .

فلما فَرَغ كلامُهُمَا قالت إحدى الابنتيْنِ { يا أبت استأجره إِنَّ خَيْرَ مَنِ استأجرت القوي الأمين } [ القصص : 26 ] .

فقال لها أبوها : ومن أين عَرَفْتِ هذا منه ؟ قالت : أَمّا قوتُه فَفِي رفعِ الصَّخْرَةِ ، وأمّا أمَانَتُهُ فَفِي تَحَرُّجِه عَنِ النَّظَرِ إلَيَّ قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد وغيرهم .