بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا يَـٰٓأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ} (26)

قوله عز وجل : { قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ياأبت ياأبت استأجره } أي : قالت إحدى الإبنتين التي جاءت به .

وقال في رواية مقاتل : هي الكبرى . وقال في رواية الكلبي : هي الصغرى { ***يا أبت } استأْجر موسى ليرعى لك الغنم { ياأبت استأجره إِنَّ خَيْرَ مَنِ استأجرت القوي الأمين } يعني : خير الأجراء من يكون قوياً في العمل ، أميناً على المال والعورة .

ثم قال : إيش تعلمين أنه قوي أمين بماذا ؟ فأخبرته بالقصة . قال أبو الليث : حدّثنا محمد بن الفضل ، قال حدّثنا محمد بن جعفر ، قال : حدّثنا إبرهيم بن يوسف ، قال حدّثنا أبو معاوية عن الحجاج . عن الحكم قال : كان سريع لا يفسر شيئاً من القرآن إلا ثلاث آيات { وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إلا أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَاْ الذى بِيَدِهِ عُقْدَةُ النكاح وَأَن تعفوا أَقْرَبُ للتقوى وَلاَ تَنسَوُاْ الفضل بَيْنَكُمْ إِنَّ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ البقرة : 237 ] قال الزوج { وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وءاتيناه الحكمة وفصل الخطاب } [ ص : 20 ] قال : الحكمة الفقه والعلم ، وفصل الخطاب البينة والإيمان ، وقوله : { إِنَّ خَيْرَ مَنِ استأجرت القوي الأمين } قال : كانت قوته أن يحمل صخرة لا يقوى على حملها إلا عشرة رجال ، وكانت أمانته أن ابنة شعيب مشت أمامه ، فوصفتها الريح فقال لها : تأخري وصفي لي الطريق