فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{قَالَتۡ إِحۡدَىٰهُمَا يَـٰٓأَبَتِ ٱسۡتَـٔۡجِرۡهُۖ إِنَّ خَيۡرَ مَنِ ٱسۡتَـٔۡجَرۡتَ ٱلۡقَوِيُّ ٱلۡأَمِينُ} (26)

{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا ياأبت استئجره } القائلة هي التي جاءته : أي استأجره ليرعى لنا الغنم ، وفيه دليل على أن الإجارة كانت عندهم مشروعة . وقد اتفق على جوازها ، ومشروعيتها جميع علماء الإسلام إلا الأصم فإنه عن سماع أدلتها أصمّ ، وجملة { إِنَّ خَيْرَ مَنِ استئجرت القوى الأمين } تعليل لما وقع منها من الإرشاد لأبيها إلى استئجار موسى : أي إنه حقيق باستئجارك له لكونه جامعاً بين خصلتي القوّة والأمانة . وقد تقدّم في المرويّ عن ابن عباس ، وعمر أن أباها سألها عن وصفها له بالقوّة والأمانة فأجابته بما تقدّم قريباً { قَالَ إِنّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابنتي هَاتَيْنِ } .

/خ32