التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَآ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ لَّمَّا جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَيۡرَ تَتۡبِيبٖ} (101)

قوله : { وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم } الظلم معناه وضع الشيء في غير موضعه . ويقال : من أشبه أباه فما ظلم . وفي المثل : من استرعى الذئب فقد ظلم{[2173]} . والمعنى : أن الله لم يعاقب هؤلاء الجاحدين من أهل القرى الذين قص علينا من أنبائهم بغير حق يكون عقابهم قد وضع في غير موضعه الصحيح . بل كان ذلك جزاء لهم على ظلمهم أنفسهم ؛ غذ جحدوا واستكبروا وأسرفوا في فعل المعاصي والمنكرات .

قوله : { فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك } أي ما دفعت عنهم آلهتهم المزعومة التي كانوا يعبدونها من دون الله ويتخذونها لأنفسهم أربابا –ما دفعت عنهم شيئا من عذاب الله لما حل بهم . قوله : { وما زادوهم غير تتبيب } التتيب ، معناه التخسير ، من التباب وهو الخسران والهلاك . تبت يده تتب ، خسرت ، كناية عن الهلاك . وتبا له ؛ أي هلاكا . أو ألزمه الله هلاكا وخسرانا{[2174]} . والمعنى : لم تزدهم آلهتهم المفتراة التي عبدوها . وأربابهم المصطنعة التي دانوا لها بالخضوع والعبادة ، إلا الخسران والهلاك .


[2173]:مختار الصحاح ص 405.
[2174]:مختار الصحاح ص 74 والمصباح المنير جـ 1 ص 79.