وقوله تعالى : ( وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ) قوله[ في الأصل وم : وقوله ] ( وما ظلمناهم ) فيه وجهان :
أحدهما[ في الأصل وم : أي ] : لم يظلمهم لأنهم وبنيانهم ملك الله تعالى ، وكل ذي ملك له أن يهلك ملكه ، ولا يوصف بالظلم من أتلف ملكه . وهم ظلموا أنفسهم [ وهي ][ ساقطة من الأصل وم ] ليست لهم في الحقيقة ، وكذلك بنيانهم ، ومن أتلف ملك غيره فهو ظالم .
والثاني : أن الظلم وضع الشيء [ في ][ ساقطة من الأصل وم ] غير موضعه . يقول : وما ظلمناهم بالعذاب ؛ إذ يستوجبون ذلك بما ارتكبوا ، فلم نضع العذاب في غير موضعه ، بل هم الذين وضعوا أنفسهم في غير موضعها حين[ في الأصل وم : حيث ] صرفوها إلى غير مالكها ، وعبدوا غيره ، فهو ظلم . هذا التأويل في أنفسهم وأما البنيان فهو أنه إذا جعله لهم ، فإذا هلكوا هم أهلك ما جعل لهم ، إنما أبقى لهم ما داموا . فأما إذا بادوا هم فلا معنى لإبقاء البنيان .
وما ذكر من ظلمهم أنفسهم يحتمل وجوها :
أحدها : ظلموا أنفسهم بعبادتهم غير الله .
والثاني : ظلموا أنفسهم بصرفهم الناس وصدهم عن سبيل الله عن عبادة الله وتوحيده إلى عبادة غير الله .
والثالث : ظلموا أنفسهم بسؤالهم العذاب .
وقوله تعالى : ( فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ) في هذا وجهان :
أحدهما : ( فما أغنت عنهم آلهتهم ) التي عبدوها ( من دون الله من شيء لما جاء أمر ربك ) أي عذاب ربك كقولهم : ( ما نعبدهم ) الآية[ الزمر : 3 ] يخبر أن عبادتهم الأصنام لا تنفعهم المنفعة التي طمعوا .
والثاني : ( فما أغنت عنهم ) أنفس آلهتهم في دفع العذاب عنهم في أحوج حال إليها لعجزهم في أنفسهم وضعفهم كقولهم : ( هؤلاء شفعاؤنا عند الله )[ يونس : 18 ] فإذا لم يملكوا ذلك في وقت الحاجة إليهم فكيف يملكون في غيره من الحال ؟ والله أعلم .
وقوله تعالى : ( وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ ) يحتمل ما زادت[ في الأصل وم : زاد ] عبادتهم إياها غير تتبيب ، أو ما زادت[ في الأصل وم : زاد ] ألهتهم التي عبدوها غير تتبيب . والتتبيب : قال عامة أهل التأويل : هو التخسير . وقال أبو عوسجة : ( غير تتبيب ) غير فساد ، والتتبيب الفساد . وكذلك قال في قوله : ( وما كيد فرعون إلا في تباب )[ غافر : 37 ] أي فساد وقال غيره : إلا في خسار . وقال غير تخسير ، وكذلك قالوا في قوله : ( تبت يدا أبي لهب وتب )[ المسد : 1 ] أي خسرت . وقال أبو عبيدة : ( غير تتبيب ) غير تدمير وأهلاك ، وكذلك قالوا في قوله : ( تبت يدا أبي لهب وتب )[ المسد : 1 ] وكذلك قالوا في [ قول الناس ][ في الأصل وم : قوله ] تبا لك . وقال بعضهم : غير شر ، و التتبيب الشر ، والتب الشر والخسران ، وهما واحد .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.