الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَآ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ لَّمَّا جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَيۡرَ تَتۡبِيبٖ} (101)

وال{ تَتْبِيبٍ } [ هود : 101 ] الخُسْرَانُ ، ومنه : { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ } [ المسد : 1 ] .

وقوله : { وكذلك } [ هود : 102 ] الإِشارةُ إِلى ما ذكر من الأخذات في الأمَم ، وهذه آية وعيدٍ يعمُّ قرى المُؤمنين والكافرينَ ، فإِنَّ «ظالمة » : أعمُّ من «كافرة » ، وقد يمهل اللَّه تعالَى بعْضَ الكَفَرَة ، وأما الظَّلَمَةُ ، فمعاجَلُون في الغَالِبِ ، وقد يُمْلي لَبَعْضِهِمْ ، وفي الحديث ، من رواية أبي موسَى ؛ أن رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ : «إِنَّ اللَّهَ يُمْلِي لِلظَّالِمَ حَتَّى إِذَا أَخَذَهُ ، لَمْ يُفْلِتْه » ،