ثم قال تعالى { وَمَا ظلمناهم } يعني : لم نعذبهم بغير ذنب ، { ولكن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ } يعني : أضروا بأنفسهم حيث أكلوا رزق الله ، وعبدوا غيره ، وكذبوا رسله ، { فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ ءالِهَتَهُمُ } يعني : ما نفعتهم عبادة آلهتهم ، { التى يَدْعُونَ مِن دُونِ الله مِن شَىْء } إنما سماهم آلهة على وجه المجاز ، يعني : آلهتهم بزعمهم ، ولم يكونوا آلهة في الحقيقة . ومعناه : لم تقدر أصنامهم أن تمنعهم من عذاب الله من شيء ، { لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبّكَ } يعني : حين جاء عذاب ربك ، وقال القتبي : إذا رأيت لِلَمَّا جواباً فهو بمعنى حين ، كقوله تعالى : { فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتقمنا مِنْهُمْ فأغرقناهم أَجْمَعِينَ } [ الزخرف : 55 ] يعني : حين أغضبونا ، وكقوله : { لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبّكَ } يعني : حين جاء أمر ربك ، يعني : عذاب ربك ، { وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ } يعني : غير تخسير ، كقوله : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ } [ المسد : 1 ] أي خسرت .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.