بحر العلوم لعلي بن يحيى السمرقندي - السمرقندي  
{وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن ظَلَمُوٓاْ أَنفُسَهُمۡۖ فَمَآ أَغۡنَتۡ عَنۡهُمۡ ءَالِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيۡءٖ لَّمَّا جَآءَ أَمۡرُ رَبِّكَۖ وَمَا زَادُوهُمۡ غَيۡرَ تَتۡبِيبٖ} (101)

ثم قال تعالى { وَمَا ظلمناهم } يعني : لم نعذبهم بغير ذنب ، { ولكن ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ } يعني : أضروا بأنفسهم حيث أكلوا رزق الله ، وعبدوا غيره ، وكذبوا رسله ، { فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ ءالِهَتَهُمُ } يعني : ما نفعتهم عبادة آلهتهم ، { التى يَدْعُونَ مِن دُونِ الله مِن شَىْء } إنما سماهم آلهة على وجه المجاز ، يعني : آلهتهم بزعمهم ، ولم يكونوا آلهة في الحقيقة . ومعناه : لم تقدر أصنامهم أن تمنعهم من عذاب الله من شيء ، { لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبّكَ } يعني : حين جاء عذاب ربك ، وقال القتبي : إذا رأيت لِلَمَّا جواباً فهو بمعنى حين ، كقوله تعالى : { فَلَمَّآ ءَاسَفُونَا انتقمنا مِنْهُمْ فأغرقناهم أَجْمَعِينَ } [ الزخرف : 55 ] يعني : حين أغضبونا ، وكقوله : { لَّمَّا جَاء أَمْرُ رَبّكَ } يعني : حين جاء أمر ربك ، يعني : عذاب ربك ، { وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ } يعني : غير تخسير ، كقوله : { تَبَّتْ يَدَآ أَبِى لَهَبٍ وَتَبَّ } [ المسد : 1 ] أي خسرت .