إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ نُحۡيِۦ وَنُمِيتُ وَنَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثُونَ} (23)

{ وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيي } بإيجاد الحياةِ في بعض الأجسام القابلةِ لها { وَنُمِيتُ } بإزالتها عنها ، وقد يُعمِّم الإحياءُ والإماتة لما يشمل الحيوانَ والنباتَ ، وتقديمُ الضميرِ للحصر ، وهو إما تأكيدٌ للأول أو مبتدأٌ خبرُه الفعلُ ، والجملةُ خبرٌ لإن ، ولا يجوز كونُه ضميرَ الفصل لا لأن اللام مانعةٌ من ذلك كما قيل ، فإن النحاة جوزوا دخولَ لام التأكيدِ على ضمير الفصل كما في قوله تعالى : { إِنَّ هذا لَهُوَ القصص الحق } بل لأنه لم يقع بين اسمين { وَنَحْنُ الوارثون } أي الباقون بعد فناءِ الخلقِ قاطبةً ، المالكون للملك عند انقضاءِ زمان المُلك المجازيِّ ، الحاكمون الكلَّ أولاً وآخراً ، وليس لهم إلا التصرفُ الصُّوريُّ والملكُ المجازي ، وفيه تنبيهٌ على أن المتأخّرَ ليس بوارث للمتقدم كما يتراءى من ظاهر الحال .