قوله تعالى : { وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ } الآية ، هاذ النَّوع السادس من دلائل التوحيد ، وهو الاستدلال بالإحياء ، والإماتةِ على وجودِ الإلهِ القادر المختار .
قوله : " لَنَحْنُ " يجوز أن يكون مبتدأ ، و " نُحْيِي " خبره ، والجملة خبر " إنا " ويجوز أن يكون تأكيداً ل " نَا " في " إنّا " ، ولا يجوز أ ، يكون فصلاً ؛ لأنه لم يقع بين اسمين ، وقد تقدم نظيره [ الحجر : 9 ] .
وقال أبو البقاء{[19502]} : لا يكون فصلاً لوجهين :
قال شهابُ الدِّين{[19503]} -رحمه الله- : " الوجه الثاني : غلطٌ ؛ فإن لام التوكيد لا يمنع دخولها على الفصل ، نصَّ النحاة على ذلك ، ومنه قوله { إِنَّ هذا لَهُوَ القصص الحق } [ آل عمران : 62 ] ، جوَّزوا فيه الفصل مع إقرانه باللام " .
من العلماءِ من حمل الأحياء على القدرِ المشتركِ بين إحياءِ النبات والحيوان ، ومنهم من قال : وصف النبات بالإحياء مجاز ؛ فوجب تخصيصه بإحياء الحيوان ، وقوله -جل ذكره- : { وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ } يفيد الحصر ، أي : لا قدرة على الإحياء والإماتة إلا لنا ، " ونَحْنُ الوَارثُونَ " إذا مات جميع الخلائق ، فحينئذٍ يزول ملك كلِّ أحدٍ ، ويكون الله –سبحانه- هو الباقي المالك لكلِّ المملوكات ، وحده لا شريك له ، فكان شبيهاً بالإرثِ .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.