فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِنَّا لَنَحۡنُ نُحۡيِۦ وَنُمِيتُ وَنَحۡنُ ٱلۡوَٰرِثُونَ} (23)

{ وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ ( 23 ) }

{ وَإنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ } أي نوجد الحياة في المخلوقات ونسلبها عنها متى شئنا ، وإن و اللام تفيدان الحصر ، يعني لا يقدر على ذلك سوانا وبيدنا إحياء الخلق وإماتتهم ؛ والغرض من ذلك الاستدلال بهذه الأمور على كمال قدرته عز وجل وإنه القادر على البعث والنشور والجزاء لعباده على حسب ما يستحقونه وتقتضيه مشيئته ، ولهذا قال : { وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ } أي للأرض ومن عليها لأنه سبحانه هو الباقي بعد فناء خلقه ، الحي الذي لا يموت ، الدائم الذي لا ينقطع وجوده ومصير الخلق إليه ، ولله ميراث السموات الأرض .