قوله : ( الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ) ( الذين ) اسم موصول في محل رفع مبتدأ وخبره الجملة الفعلية ( يعرفونه ) وفي هذه الآية يبين الله لنبيه والمسلمين أن اليهود لا يكذبون عن قناعة ويقين ، وإنما ذلك عن تعصب فاسد وجحد مكشوف لئيم . ذلك أنهم يعرفون حقيقة هذا النبي وأنه لصادق ، فقد كانوا يقرأون في كتابهم ( التوراة ) عن خبره قبل مبعثه ، وكانوا كذلك يعزمون على مناصرته وتأييده ، لكنه ما أن ابتعث الله هذا النبي الكريم الخاتم حتى كانت يهود أشد الناس له عداوة ، وأشدهم عليه تحريضا واستفزاز وتمالؤا مع أنهم يعرفون شخصه وصدق نبوته مثلما يعرفون أبناءهم . والمرء أشد ما يكون معرفة بابنه ؛ وذلك لشدة تشبثه ولصوقه به ولعظيم رأفته به وفرط حدبه عليه ؛ لذلك قال سبحانه : ( وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) إن فريقا من يهود يخفون خبر النبي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة ( وهم يعلمون ) يعلمون أن النبي حق ، وأنه لصادق ، ويعلمون أيضا أنهم كاذبون متعصبون ، وأنهم لا يتورعون عن الخيانة والخداع والتضليل .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.