الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (146)

ثم قال : ( الذِينَ ءَاتَيْنَاهُمُ الكِتَابَ ) [ 145 ] . يعني أحبار( {[4716]} ) اليهود وعلماء النصارى .

( يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ ) [ 145 ] أي : يعرفون أن البيت الحرام هو قبلة إبراهيم صلى الله عليه وسلم ومَن قبله مِن الأنبياء كما يعرفون أبناءهم .

هذا قول قتادة وهو قول ابن عباس والربيع والسدي( {[4717]} ) وابن زيد وابن جريج( {[4718]} ) .

وعن قتادة أيضاً : ( يَعْرِفُونَهُ ) أي : يعرفون محمداً صلى الله عليه وسلم أنه نبي كما يعرفون أبناءهم( {[4719]} ) . وهو قول الزجاج .

والهاء في ( يَعْرِفُونَهُ ) على القول الأول( {[4720]} ) تعود على الشطر أو( {[4721]} ) على التولية . وعلى القول الثاني تعود على محمد صلى الله عليه وسلم ويكون التأويل : " يعرفونك يا محمد " . لكن صرف الكلام من المخاطبة إلى الغيبة على مذهب العرب .

وقال مقاتل : " الهاء في ( يَعْرِفُونَهُ ) تعود على البيت الحرام " .

ثم قال : ( وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) [ 145 ] .

أي( {[4722]} ) وإن/طائفة من اليهود والنصارى ليكتمون أن القبلة هي المسجد الحرام وهم يعلمون أنها حق .

وقال قتادة وغيره : " يكتمون أمر محمد صلى الله عليه وسلم وهم يعلمون أنه حق يجدونه في التوراة والإنجيل " ( {[4723]} ) .


[4716]:- في ق: أخبار. وهو تصحيف.
[4717]:- سقط من ع3.
[4718]:- انظر: جامع البيان 3/187، والمحرر الوجيز 2/14.
[4719]:- انظر: المحرر الوجيز 2/14، وتفسير القرطبي 2/162.
[4720]:- ساقط من ع3.
[4721]:- في ع3: و.
[4722]:- سقط حرف الواو من ع2، ق، ع3.
[4723]:- عزا الطبري هذا القول إلى قتادة ومجاهد في جامع البيان 3/189.