فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{ٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَٰهُمُ ٱلۡكِتَٰبَ يَعۡرِفُونَهُۥ كَمَا يَعۡرِفُونَ أَبۡنَآءَهُمۡۖ وَإِنَّ فَرِيقٗا مِّنۡهُمۡ لَيَكۡتُمُونَ ٱلۡحَقَّ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ} (146)

{ الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم } اليهود والنصارى أكثرهم يعرف البيت الحرام وأنه قبلة إبراهيم والقبلة المرتضاة للنبيين كما يعرف الوالد ولده أو يعرفون نبوة محمد وصدق رسالته . { وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون } وبالتوكيد واللام الموطئة للقسم وغيرهما تبت القرآن الكريم بأنهم يعرفون نعم الله ثم ينكروها كما في قول المولى تقدست أسماؤه وتباركت آلاؤه { . . . فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به . . . }{[520]} وقوله سبحانه { وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما وعلوا . . . }{[521]} وكذا قوله جل ثناؤه { . . . فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون }{[522]} .


[520]:سورة البقرة من الآية 89.
[521]:سورة النمل من الآية 14.
[522]:سورة الأنعام من الآية 33.